قصه طويله بعنوان قرار ..بقلم امل ممدوح محمد..مصر
باتت صفاء تحلم بطفل تهدهده وجنين ينقر احشاءها تحصى الأيام
الأيام والشهور استعداد لشروفه وضمه الر صدؤها تطعمه من روحها وترويه من فيض حنانها تركض نحوه عندما يتعالى بكاؤه ترنو الي ان يكون بصيص الامل الذى يشع وميض مودة
تصل بين قلبى الزوجين مرة أخرى وتهدىء من نوبة المشاكل الوخيمة والفجوات المتشابكة بين الاسرتين ولكن شاءت الاقدار ان تتعثر الام في ولادتها حيث داهمها العناء والمشقه فتتسرب اليها روح الياس والوهن تكتنفها الالام المخاض تظل صفاء تعانى في المستشفى مايزيد عن عشر ساعات تلاحقها ابتهالات ودعوات الحاضرين يرفع الابوان ايديهما الى السماء راجين الله عز وجل ان يكشف الكرب والضر وياتى بالفرج ولازالت صفاء تسكب الدموع الحارقه يخيم الحزن على وجهها الشاحب ينتابها القلق والمخاوف من كل جانب فلا تخشى على نفسها من الموت ولكن كل ما كان يشغل بالها هو خوفها على جنينها وتعانقها الام بذراعيها من جانب يتهافت الاصدقلء والجيران في لهفة على امرها وفجاة هدات عاصفة القلق والهلع بحلول أصوات الوليد الصغير فتتهلل الوجوه تغمرها الفرحه والبسمات تتعالى الأصوات والتكبيرات يهرول الابوان الى معانقة صفاء ويقبلونها بكل حنان ولكن شاءت الاقدار بعد ساعة ان تفوح راءحة الخطر على المولود فيموج المكان بالاضطراب مرة أخرى فيجرى الطبييب الفوحصات على المولود يحملق بشدة يندد بسؤعة إنقاذه الى مركز رعاية أطفال لاسعافه ببعض التنفس تمر خمس ساعات يترقب الجميع في شجن ولكن سرعان ما تهبط حداة الموت وتختطفه منها على عجل فيسقط الخبر على قلبها كضربة موجعة تسددها سهام الألم والياس يحاول الابوان تهدءة لوعتها ومواساتها بالرضا والتسليم لقدر الله يتطايرالخبر الى اسماع زوج صفاء فيضج ويثور ويصر ان ما
حدث كان عقابا اليما لصفاء بل ويعد جرس انذار لبغيها وعصيانها ويقسم على مقاطعتها وبعد مرور ستة اشهر يحل بمنزل الاسرة زوج صفاء فتفتح البنت الصغرى ندى باب المنزل فترحب به بينما على الجانب الاخر ما زال الانهاك يعربد جسد صفاء تموج أطياف المعاناة التي عاشتها صفاء امام عينيها فتغلى وتثور في نفسها ولكن سرعان ما تطفو امام ثوران زوجها فهد والذى لا زال يتهمها بالاهمال في صحتها عمدا مما أدى الى قتل ابنه يحاول الاب تهدءته ولكن هيهات ان تلج عبارات العبر والمواعظ هوس ثورته فتخرج اليه صفاء وامها تمسك بذراعيها وهى تردد دعينى يا امى ادافع عن نفسى وامى هذه التهامات التي يصوبها نحوى فهو لم يتحمل معنا اى لحظة معاناة اقسمت عليك بالله هل انت تنام هنىء البال مستقر الضمير الم يوقظك ضميرك ولو مرة واحدو لينبهك بمرارة الليالى التي قاسيتها طيلة أيام حملى وقبل الوضع فانا لم اقصربحق نفسى لحظة واحدة واما عن وليدى فقد وفرت له كل سبل الراحة لكى يصل الى الدنيا بكل امان فان كان سببا قويا هوالذى حدا بجنينى كل هذا الاعياء والارهاق هو انت يحملق ويخرج فهد ضحكة ساخرة انا فترد صفاء سريعا نعم انت الذى تركتنى ولم تبال لحظه بمشاعرى كامراة اخذتها من بيت أهلها امانه في عنقك فلم ترع حق الله فىىى او في ابنك الذى كان في احشاءى فاين مسؤليتك تجاهنا انت لم تكفلنا بمسؤليه كزوج او اب سعيد بمجىء مولود جديد له ولكنك توليت عنا إرضاء لخاطر اسرتك السعيدة ولم تقدر كل المعاناة التي وجدتها منهم طوال فترة بقاءى معك وفى نهاية الامر القيت بى وبجنينى في بيت اهلى وعند اسرتى وذهبت ودون ان تمنحنا باى كلمة شفقه او رحمه او نفقه انت الان تلقى على كاهلى اللوم والتقصير وأين انت منه طوال مدة التسعة اشهر ظلمتنى معك ظلما بينا فباى وجه حق تحاسبنى على امر خرج عن حدود ارادتى وتكلفنى بما فوق ارادتى نعم انه شاء الله ان يرحم هذا الوليد الصغير من مبالاتك االقاصيه ونحن الان لاحيلة لنا
في قضاء الله ومشىءته ولا راد لقضاءه ثم يزمجر فهد ويهب واقفا بل انت لم تكونى جديرة بمسؤلية الزواج بعد ولم تكونين على قدر كاف من العلم والدرايه بمتطلباته ومن المتعارف عليه ان كل البيوت في شتى بقاع الدنيا لابد ان يحدث فيها خلافات ومشاجرات وعلى المراة العاقلة ان تتحمل وتتجلد حتى تمر هذه العاصفه بر الأمان ولنك انت التي اصررت على عنادك واثرت ترك منزلنا للهروب والمكوث في بيت ابيك فانت التي تفرين من تحمل المسوليه كم نصحونى بالابتعاد عنك لانك مدلله اكثر مما يلزم ولكن سوء حظى حظى جعلنى صر عليك لتصبحى عقبة في حياتى بينى وبين اسرتى ترد عليه صفاء بنبرة هادءه بلى كنت مدلله والجميع كان يعلم ذلك ولكنك حين اخذتنى من بيت اسرتى وعدتنى بالأمان والاستقرار ولنك لم تفعل ذلك وعد تنى بان تكون نعم الزوج ولنك لم تقدر على ذلك كنت ترى وتسمع امامك جميع الخلافات والذراءع بينى وبين اسرتك ولم تتخذ اى خطوة إيجابية تجاهى يوما ما لم اكن المخطءه وفى كل مرة تبخا ان تنصفنى ولوبكلمة من اجلى تحملى واصبرى في اى مرة ارفقت بخاطرى او بخاطر جنينى كيف اتحمل كل هذه الضغوط النفسيه وانت لست معى بل جعلوك أداة اوسهما يصوبون بك كل السهام نحوى فجاة تحولت احلامى وطوموحاتى بالحب والسعادة الى صفحة سوداء من النكد والهم والحزن من الصباح الى الليل كم طلبت منك ان تضع حدا فاصلا لهذه المساوىء والماسى وان تتخذ حلا وسطيا يرضى كلانا ولكنك لم تجرؤ على فعل ذلك نعم بكل صراحه وواقعيه مع كثرة نوبات الخلافات في المنزل والتي جعلته كالجحيم وناشدتك مرارا وتكرارا ان ننفصل عن منزل الاسرة الى منزل يكنفنا ويؤيدنا بعيدا عن هذا الظلام الدامس ولنك ابيت عز وجل الا ان ان تفيق من غيبوبتك وان تعود الى صوابك ويهديك انت واسرتك لى ولكن لا راد لقضاء الله والحين وبعد كل ما صار اود ان رفع عن عاتقك هذه المسؤليه الثقيله حتى لا اتسبب لك في اى حيرة او ارتياب فمن
الأفضل لى ولك ان ننفصل وبكل هدوء حتى لاترهقنى او ارهقك بما هو ليس في وسعى او طاقتى لا ننى لن اطيق لكرامتى ان تهان اكثر من ذلك فمن فضلك اطلق سراحى واعطنى حريتى وانطق بكلمة الطلاق فيرد فهد في نبرة ثاءرة ماذا تطلبين منى اتريدين الطلاق ثم يكررها بتهكم مخاطبا لاسرتها اسمعتم كلام ابنتكم تريد الطلاق ثم يتاهب للقيام ويرفض الجلوس نهاءيا اخبروها ان ذلك امر محال ولن تبلغيه ولو سففت من التراب ترد الام بنبرة مستعطفه إياه ان تجلس ولكنه يابى بشدة وتعاوده الام في تؤدة ان يجلس وتهدىء من روعه قاءله يا اولادى عليم ان تتعوذوا من وساوس الشيطان ولا تجعلوا لنزعه بينكم مكان وقولا الحمد لله حتى يرضى الله عنكما فيهب لكما و ليدا اخر ويبارك الله فيه انه على كل شيء قدير تبتسم صفاء في سخريه اياك يا امى ان تتحدثى بهذه اللهجه مرة أخرى ولاتنطق بهذه الكلمات فلقد مر الوقت وانتهى الامر وأصبحت الحياة معه امر لايطاق ومن المحال وكما قال القران وعاشروهن بالمعروف او فارقوهن باحسان اما اذا كنت تود ان تواصل مسيرة الذل معى وتهين كرامتى وتجعلنى كما قلت انفا كالمعلقه فلن اسمح لك ابدا وساظل شامخه صامدة حتى استر كرامتى وحريتى فالرجل الذى يظن انه امتلك المراة ليستعبدها ويحقر من شانها وله الحق في ان يهينها كيفما شاء وان يرمى بها الى بيت اسرتها وقتما شاء شخص واهم فلتعلم ان هناك قانون وضع خصيصا لهؤلاء الطغاة يقضى بالحق ويحقق العداله في المجتمه استشاط فهد غضبا واعلن رده قاءلا احقا ما تقولين نعم فكونى مع القانون وستظلين عشرات السنين فلتجاهدى ايتها الثائرةثم انصرف ساخرا مستهئا من كلامها ثم جلست الام مع صفاء محاوله معها ان تتراجع عما بدر منها من كلمات وان ترقق من قلبها لعلها ان تعيد النظر فيما قررت وما يترتب على 1لك من كلام الناس فهم عندما يعلمون ان هناك بيتا يقطن به احدى المطلقات يقذفون كلام كالرصاص ولا يشغلون انفسهم في مجلسهم
الا بالحديث عن اخبار هذا البيت فهو منبوذ بيتهم لهذا يا ابنتى وددت ان ابصرك بعواقب الامر ونتائجه تدبر صفاء وتنصرف الى غرفتها وهى تسيل الدموع على وجنتيها تلاحقها الام الى غرفتها تهدهدها ندى الصغيرة على كتفيها ثم تدخل الام بكل تماسك فتحدثها يا ابنتى لا تغضبى او تنزعجى من كلامى فانا لم اقصد مضايقتك او حزنك بل اردت ان تقاومى الأمواج بكل قوة وصلابه وان تسايرى عادات وتقاليد مجتمعك فانت ذي إرادة قويه تتحدى اى عقبات اليس كذلك تلاحقها صفاء بعد ان مسحت دموعها الامر خارج عن نطاق طاقتى يا امى لكم طاطات راسى امام تلك الأمواج التي تتحدثين عنها مرارا وتكرارا ولكن يبدو وكاننى انتقصت من قدر شانى وكيانى وازداد الامر سوءا من قبل فهد واسرته ظنا منهم ان هذا ضعف منى او ان اسرتى عاجزه عن الدفاع عنى وعن اعالتى وكانوا كلما فرضوا علينا شروطا لبيناها على التو واللحظه أولا تذكرين يا امى منذ ان تزوجت منذ ست سنوات وانا في صراع داءم مع اسرته كنت انتظر ولومرة واحدة ان يدافع عنى وان يقدر حبى له ولا سيما انه يرى اكاذيبه وحيلهم معى وجملة المكائد التي تصدر منهم تجاهى ولكنه كان يغض الطرف وكانه لا يرى لا يعى ما يحدث لم يشفع لى عنده اننى فضلته على كثير من اقربائى وساندت ودعمناه بكل ما نملك وتنارلنا عن كثير من المطالب المهوده عندنا في الأعراف للزواج وفى المقابل انكر كل ذلك واعلن تمرده علينا وتعاليه عليى وعلى اسرتى لا يرعى شانا الالامه واخواته البنات اللاتى بمجرد ان علمن بقدوم مولوى الراحل دبت الغيرة في صدورهن واخذن يتصنعن جمييع الحيل بمنهى الدهاء حتى ينزعن حبه لى من قلبه وان يخرجونى من المنزل وقد رايت بنفسك حينما دبروا لى المكيدة بخروج زوجى فهد وقاموا بضربى وتمزيق ثيابى اتذكرين يا امى اثار ضربهن المبرح على جسدى نعم لا زالت هذه المعالم باقيه حتى الان على جسدى وعندما علم فهد ماذا صنع بهن لا شيىء
سوى ان صدق اكاذيبهن وبهتانهن عليى واكمل هو الاخر بطشه عليى بالضرب دفاعا عن كيان وكرامة اخواته وتلبية لنداءات واستغاثة امه ورغبتها في تاديبى جراء ما ابديت من اعتراض ودفاع عن نفسى امه لا سامحها الله التي لم يهنا ولا يهدا لها بال الا بعد ان جردتنى من كل شيء قبل ان يلقى بى وياتى بى الى هنا فمن فضلا يا امى لا تحاولى الحديث معى بهذا الشأن فلقد تمزقت وتبعثرت خيوط المودة بيننا وبليت حبال الصبر ولا اجد بدا من تلك الدائرة المغلقه غلكم تخلى عنى في احلى الأوقات التي مررت بها فهلا شعرت بتمزق قلبى حينما كنتم ترسلون اليه من يحدثه في امر زيارتى ورؤيتى والاطمئنان على صحتى طوال شهور الحمل ولكنه كان يرد بكل جفاء على كل متحدث معه وتغطرس بعبارته انا او اسرتى لم نطردها او نجلوها من البيت فالبيت لا يزال مفتوحا لها في اى وقت شاءت ان تاتى فلتاتى الينا كم مرة يا امى طوال هذه الأعوام السابقه وانا اتحمل معه واعاوده الحب والحنين والثقه وهو يقابلنى بكل سلبيه ولا مبالاة بقوله هناك العديد من النساء اكثر منك تجلدا وصبرا رغم ان ما تلاقينه اكثر سوءا والعديد من النساء الاخريات تحسدنك على ما تنعمين فيه في بيت اسرتى من رغد ورفاهيه في العيش تتدخل ندى في نبرة كلها حنان يا امى ليتك ان تدعى صفاء وشانها فهى صاحبة القرار بمفردها وليس احد لا نها هي التي عاشت معهم وتعرف جيدا سجايا وخصال زوجها ويبدو من الصعب ان يتواءم الطرفان في ظل هذه الخلافات السابقه فهو شخصيه محيره حقا ولا اجزم فيه براى قاطع ترد صفاء في اسى بالغ نعم وبكل تأكيد يا امى فهد اذاب بل واحرق جميع مشاعر الحب والشوق الذى تاجج بقلبى لديه كم هانت عليه مشاعرى وكرامتى تحت عنفوان يديه ضربا وغلظة وتجاهلا لمشاعرى امى خبرينى بصدق باى حال من الأحوال تدوم الحياة بيننا مرة أخرى انا لم اشعر ولو مرة واحدة اننى تزوجت من رجل ناضج يعى معنى مسؤلية الزواج وقيادة المنزل فالرجل الناضج ذو الشخصيه السويه يتمكن بمهارة في الموازنه بين اسرته وزوجته ويعطى كل ذي حق حقه اين السكن والرحمه التي المفترض ان يشعر بهما المرء في الزواج وهذا امر مفقود اذن فما الدافع والغايه الحقيقيه لهذا الزواج فعذرا يا امى انا لن اظل امة لاهواء ومعتقدات الناس في هذا المجتمع وتحت وطاة وقهر فهد واسرته خشية كلمة او مسمى مطلقه كفانا ذلا وهوانا فلئن لم يرد الى حقوقىى ويطلقنى فسارفع أوراق امرى لدار القضاء والله خير الحاكمين وفى اليوم التالى يحل الى منزل اهل صفاء احد أقرباء فهد من ناحية الاب ويحاول معهم ان يتوصل الى وسيله للتوفيق بينهم رغبة في معاودة الحب والدفء من جديد ولكن صفاء تصر على رايها إصرارا شديدا وينصرف لياتى اليهم بعد مرور سبوع برد اخر وهو ان فهد يعرض عليهم عرضا قيما وهو ان يطلقها فور ا ودون مماطله او مراوغه من بيت طاعه او نظيره من حيل القانون وامام الماذون الشرعى في مقابا ان تتنازل عن جميع حقوقها وتعلقاتها الشخصيه فتابى صفاء بكل ما اوتيت من عزم ولكن امام الحاح وإصرار والديها وخاصه لاسيما انه بادرهما بدعوة طاعه الى منزلهم ومستاجرا لبعض الشهود من هولاء الذين باعوا ضمائرهم من اجل بعض النقود الفانيه على انه كان زوجا مثاليا معها اما هي فهى كانت دائمة التمرد والشكوى والإصرار على الذهاب الى منزل الزوجيه فتسارع امام هيئة المحكمة وقبل ان يصدر القضاء حكمه النهائي في تلك القضيه بقص حكايتها ومعاناتها متوسله اليهم الا يردوها للحياة معه مرة أخرى وبعد فترة وجيزة تجلس الاسرتين جلسه تسويه لهما على ان يصدر فهد حكم الطلاق مقابل ان تتنازل صفاء عن اغلب حقوقها وامام الحاح والديها في ان تقبل هذا الحل ترضية لخاطرهما ونيلا لكرامتها فترضخ صفاء للعرض وتتموالاجراءت وتعود صفاء واسرتها من مكتب الماذون وانتهاء الإجراءات مختتما فهد حديثه معه لهم والله لتندموا طوال عمركم على ما فعلتم فترد عليه صفاء بكل ثقه والله لن اندم ابدا على
شيء بخيس كنت اظنه يوما غاليا ذو قيمة ولعمرى ما لقيت ولن اجد اسوا منك خلقا والحمد لله ان نجانى من القوم الظالمين